أنت

ـ نص في السيرة  ـ

 

عبد ألحميد ألصائح

 

أَصلُ بكَ نَفْسي

لانّي تيقنتُ قبلَ قليلٍ من نطقِ ِالعبارةْ:انّي آيلٌ الى زوالْ.

لستُ متأخراً كما تظنْ

فأنا حلمُكَ البائدْ ،  وأنتَ شللي ومَرجِعي ونَهاري

أَنحرفُ فيكَ؛ واتسلّلُ عَنْك

اتعبّدُ في ظلّكَ وأعصيكْ

قمّتُكَ أنا وقاعُكْ ، دمُكَ وتخلفُكَ وانتفاضتُك.

أقسو عليكَ وانتَ تجلدُني

اشكوكَ لكْ

واحمّلُكَ مسؤليةَ الحزنِ حينَ يجفّ والشعرِ بلاتجربةْ،

والهروبِ من المطحنةِ الى المطحنةْ.

هكذا أصلُ بك نَفسي اليّ

قطباي يلتقيانْ. وليلي لي بلا رَسائلْ

سوى الارقامِ وجوهْ.. والصوت بديل للجسد.

فكيفَ لكَ كلَّ ذلكَ ( الانا)

وأنتَ تتعرفُ اليّ بعيداً عنْ العيونِ و الضّرائبِ وماسحاتِ الظلام.

تتأنّثُ تارةً وتتجمّدُ تارةً اخرى

تهبطُ كالنارْ.. كالنقائضِ في الليلْ

دمُكَ الذي انا أزهرَ وشعّ َوانْجَبَ اجيالًا من التفاحِ والاطفالْ:

يُنشِدونَ تاريخَكَ غِيابًا غيابًا

ولذّتَكَ وانتَ تموتْ

وانفاقَكَ وأنتَ تذوبْ

وجلالتَكَ وانتَ تتسوّلُ قلبَكَ من المكتباتِ والحكوماتِ ورجالِ النارْ.

لذلك ليستْ انهارُكَ انهارَكْ

وليس وطنُكَ وطنَكْ

وليس نهارُك نهارَك

ليلُكَ فقطْ هو ليلُك، ودمعتُك هي دمعتُك.

هكذا أصلُ بكَ نْفسي وأَدور على لهيبِكَ كالارضْ

نتمرّدُ معًا على بيوتٍ بلا جاذبيةْ، والنساء

على الحنينِ والندمِ وغيومٍ من البلاستكْ

في (عين زالة) تفرّجتَ كثيراً على جراحي

وفي الطريقِِ الى العمى ، حياتي ضمادٌ لذاكرتي.

حين سلّحوا الزهورَ بالذبولْ.. أمطرتْ خمراً على الجيوشْ

فتلكأَ المفتي وهو يؤنّبُني على ذكائي وانتَ تتفرّجُ بلاحدودٍ ولاشفيعٍ ولامقترحْ ، كأنك أنا:

طفولتي .. اذنٌ كبيرةْ

شيخوختي..عينٌ مغمضةْ

وليس أنفي سوى الكتابةْ.

فلتُعدني الى الرحِمِ ثانيةً . أصلُ بكَ نَفْسي

أصحّحُ اشتعالَ المهرجانْ؛ واشتّتُ الحشودَ التي انطفأتْ

أبتكرُ تأتأةً تلمعُ كالصراخْ

أُحصي دمي بيدي وأحفرُ بئرًا على الخارطةْ

وأصلُ بكَ نَفْسي .. التقيَّ الحزينْ .

السالفَ قبلَ الاشتعالْ. النائمَ خارجَ المسطرةْ

أحفرُ بئراً على الخارطةْ، وارسمُ دولةً بالماءْ

وادعو غيابَ الملامحِ للنموْ.. حيثُ لاتُمطرُ السماءُ ذنوباً

ولايشاطرُنا الكابوسُ العشبَ والحلمَ والموتَ بهدوء  .

فلتُعدْني…اعيدُ ذلكَ عليكَ رائياً كالطبلٍ في الاحتفالْ

اقذفُهُ خارجَ الخارطةْ

واتلو عليهِ ماجفََّ من الصلاةْ، وماتُرِكَ منَ الادعيةْ

والطرائفِ ولغةِ الطيرِ ومحاذيرِ الجرذانْ

أعِدْني أُركَ ندمي ملطّخاً بسائلِ العنكبوتْ

وضلْعي الذي مُسِخَ امرأةً غائبةْ

اعلّمُها.. أعلّمُها النقشَ بالجمرِ على القلبْ

والممّرَ الى الريشْ،  لتلقينِ الاجنحةِ الاصرارَ على الطيرانْ

وسحبَ دماءِ الطيورِ والفاكهةِ

التي تسري في عروقِ الامراْءِ والنخاسينَ وخونةِ الله.

أعِدْني . لأُريحَك من وثاقي ووثائقي

من المنحدرِ الذي فاجأَ قوافلَك:

لم تجدْ بعدَ تشريح ِالنسر سوى بقايا طيرانْ

فضاءٍ خالٍ من المارّةْ

سماءٍ مستعملةٍ ورمادِ مَطرْ

…تلك هي رحلتُكَ أيّها الثانويُ الآنْ ، الخالدُ غداً ،الاليفُ فيما مضى

أزرعُكَ في مقدّمَةِ الكتابْ، تنمو بابا

أُخفيكَ عن الكارثةْ، تلمعُ في الليلْ

أَضمك الى الليلْ، تَخرجُ من الحلم لتقاسمنَي وهمي

اُعيدكَ ألى الورقةْ ، تعَضَّ القلبَ باكياً كالملكْ.

وتلك تعويذتك

ليسَ متاحًا احراقُ قطرةٍ من دمِكَ لتخلدْ.

وليس متاحًا:اعلمّكَ الخروجَ من الجنّةِ لتحيا

وليسَ متاحًا. .

القّنكَ الصبرَ على ما لمْ ترَ وما لمْ يحدث

وماتُحِفُّ به الفصولْ

وليسَ متاحًا بريدُكَ الى تواريخَ شاحبةٍ بلاجثثْ,

وغناءٍ مشويٍ تطلقُهُ الافرانُ آخرَ الليلْ

وليسَ متاحًا اُعيرُكَ أبي وسُلالتي لتُجَنْ

تلكَ…اّيها الخالدُ غدًا الخارجُ على القبيلةْ

البسيط…………………  ……………كالبياض

الشّائِكُ العميق………  ………………… كالبياض

الجادّ……… ……………..…………كالبياض

الفوضوي…………..…..……….. ……كالبياض

النائم………… …..………………….كالبياض

اليقظ………..………………………… ………كالبياض

الآمن  ……………….…………………… ……كالبياض

الغامضُ المفزعُ المثيْر ………………..………………..كالبياض

البعيدُ القريبُ ألتائبُ ألعاصي الغريبُ الشبقُ العفيفُ…..……….كالبياض

ال( نعم) ال(لا)……………………………………كالبياض

المقدّس…………………………….……………..كالبياض

أصلُ بكَ َنْفسي…فدونك لستُ سوى قطارٍ على شفتين….. كالكلامْ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* شاعر عراقي يقيم في بريطانيا

 

اغلاق الصفحة