عذر الغائب

 

المشيمة  علبة الاسرار التي انفصلت

وصندوق اليقين الابيض الذي اهمل , ثم اختفى ,

اختفى في ظلام السديم : السديم والأسئلة والنور:

نور الصمت والاحتمال والأسئلةْ : الأسئلة ِالمنحرفةِ عن فصيلةِ الدمِ لحظة َالمخاض

ورائحه الأم , بعد الانحدار من الأعلى الى الشمس والأسنان ِوالعمل

اتفحّصُ الأبراج وهي تبرقُ المصائر

أتأكد من أعضائي وأقفز ...الى أين ؟

وللكون طفولته التى هرّبتك الى السؤال / قرّبتك من النار /

أغوتك برائحة الدم

وسر الأنثى وتقلبات المناخ : لتحرث الزمان

وتنشيء وسائل أخرى للموت  وتعود الى اين ؟

ماالذي تكون ايها السديم ؟

وهل الرحم الدامع   سبب  ام ااصل ؟

ام مأوى في منتصف الرحلة ؟

هل الأب , ينزف ام يقذف أم يدمع

وهو يشير الى غيري الذي خرج على هيئة ( أنا )

أتشكل كالغيمة , وأخرج الى البر  أخرج من الجنة والضباب

ورائحة الأعشاب والفاكهه

والبياض / والخلود / والغيب / الى الغرفة

يواجهني اخوتي المستعملون بسجل الأخطاء ويسحبني خيط ظل عالقا من المشيمه  الى أين ؟

ه انتهى الفصل ؟

حلمُ ُ من هذا اذا كانَ حلما ؟

ولعبة ُمَنْ هذه اذا كان مايجرى دورة لاتخلو من الكوميديا ؟

أقلب تلك التواريخ المشطوبه / البيضاء / المستعملة / المتجددة / مصائر تمّتْ واخرى تنتظر حصتها من الاسئله

وأتلمس اسنمي , لزجا يحط على أذني ويفرك جلدي ويضع حرفا حارقا على لساني

لا شيء سوى عباره الفلاح تملأ الآفاق وتعيد تركيب العمى

وتوفق الكلام :

" أذبت قلبي ...فكنت "

هكذا اختصرت ليله

وهكذا من اللا الى النعم

أ حدق بالأسماء , والوشم على جبين أمراة

اخرجتني الى الشعاع مغمض العينين لا أشبه أحدا

ولاأعني سوى الحدث ذاته

أنمو بين السحرة والغواصين  ورجال الإطفاء

وأهوى تعقب اللصوص في القصص

وأترقب منذ ذلك الحين هطول المعجزة

أين هم أولئك ؟ أين الرماد الذي صيّر طيور العرش وهي تحمل عشبة البقاء

تأخروا ؟ أم احترقوا مبكرين ؟ أم تحوّلوا الى آلهة ؟

السلام عليهم ...وغيوم باردة على ضلوعهم

ورجاء الى البحر ان لا ينشف حين تعود قواربهم من الآخرة

السلام عليهم ...نحيا مؤقتا ويموتون الى الابد

ننبت مجسدين ويتحولون الى سحر

تقلقنا أسماءهم , وأرواحنا المعقدة المحالة الى الفناء

السلام علينا جميعا  نائمين / حالمين / ميتين / أرقاما

أو عناصر متفسخة في هذا أكون  بلا هويات ولاملابس

ولا فحوصات ولارقابة على المناخ والكيمياء وحياتنا الخالية من المعادلة

السلام عليهم : يحملون رسائل الى نفسي من البرك الراكدة, والقرى المالحة الحالمة

وأنا أصلهم بالمعنى الذي أهرب منه وصفاتهم التي هي مفاتيحي

وصلواتهم غير المختبرة في ماجرى

لذلك احتفظت بالمشيمة

ولأجلهم نطقت بما يعرفون

وفصّلت لساني على حاجاتهم , والوانهم

ولا أرى ولاأدقق في مايحدث

فليس تاريخي الشخصي سوى نعاس سلالة من الواجبات

رجال بلا معنى / ونساء أو آلهه للعواطف ....

لاخلود للعقل..الخلود للرمز ولسنا معابر للعمل اليومي ولذا انفلت مقودي ,

واختلط عليّ التكوين

وتعاقب على ابوّتي الزنوج والمهربون والرعاة والبحارة ومدّعو النبوة وصناع الخمور

الانسان رمز لذاكرة

ولذا حين قررت التحول الى آخر

توجب عليّ استبدال تاريخ واحداث وفصول وطبيعة وفجر وشمس

وحيوانات وأشجار ومرافيء

وحين أردت العوده الى...وجدت السبيل قد انقطع

هنا أنت أيها الشعر عرّاب اليقين والاحتمال

انقطع  السبيل ...والرائي كائن لم يعد له جنس او وثيقةٌ او مقصد

والذين اجتمعوا على تكوينه اندثروا

\وليست لهم اسماء او عناوين او تواريخ كتلك التي راهنوا عليها

والاشياء تختلط...والاشياء تعني ماهو خارج عنها ,

وما الانسان سوى رمز لشيء مضى وشيء يأتي

وبسم الله بسم الله اعنّي على عملي ومتاهتي

اعنّي على المخفي والظاهر

وأمّني في الباطن وأبعدني عن صيد العين وأبخرة الأرواح

يامحيي الميّت  وشافي العليل  المضطرب  المقدّم  المؤخر , العليم , الحكيم

ياعارف السر والعلانية  ياعالم ضمائر الغيب  ياسامع الصامتين

يامن ليس له ربّ يدعى

يامن ضجّت بين يديه الأصوات بلغات متخالفات

هاأنذا أغوي العرّافين..أصنع غدا مشوّشا

ابن الفلاح المسند الى دماء لاتجف

ليس ابن الفلاح المسند الى دماء لاتجف

ابن رحيمه / رؤوفه / كريمه / مشطوفه من الذنوب ...

لاطاقه لي على قلبي ...نور قلبي

لا طاقه لي على سمعي ...نور سمعي

لاطاقه لي على بصيرتي ...نور بصيرتي

لاطاقه لي على لساني نور لساني

نور يميني ...نور يساري فوقي نور تحتي نور

هارب من نور الفتوى ألاحق نور الاسباب ...

لاشفيع لي سوى ساحرة ٍتلد أفاعي

تعلمني الموت المؤقت ...وشطب الواقعه,

ورؤوس أئمه على حراب أو على موائد آبائهم

السلام عليهم وغيوم حمراء باردة على رقابهم

رجاء لمن لافوق فوقه ولاتحته تحت ولاخلف خلفه ولا امامه امام وليس نقطه او صفرا : ان تمطر السموات كلما ذكروا

وكلما حلمت بتفكيك التابوت وزخرفة القبر والكثافة السكانية للآخره

انوء بكارثه التفاوت بين الحلم والقدرة

افترض الذي مضى والذي سيأتي

أفترض ...أفترض حتى تنفجر جمجمتي

اذ ذاك ليس لي : أعود اليّ  بعدما انقطع السبيل وتعفنت أكوام الاسماء والمصائر والحزن

اذ ذاك بعد انقطاع السبيل لفّهم جميعا ...لفّ نسلي لسعة ٌمن الكوميديا

رأيت – ابن عطاء – يحيك دماغا من انسجه القلب وقوما سائلين يعلكونه

رأيت امّةً تهذي

رأيت قتال االبكاء مع البكاء

وأنا أرتجف من شده الشك والأسف  أصغر كثيرا من الأسف من الضجيج الذي تحدثه الارواح والكلمات في هذا الخطاب

احدق في اسئله الكائنات الاخرى ...هل لغيرنا اسئلة  هل لغيرنا رسوم ؟

تلكأت كثيرا ...كثيرا...حين لم انتبه الى رنين الموت منذ البداية

وتحولات الماده الخام التي تكسو اسماءنا

مايبقى وما يتأخر وما يبقى ومالم يتقدم

يستخرجه الصيادون من لغة الطير وترنيمه البحر

والاولون الذين شاهدوا الافتراض , ولمسوا الزبد حتى تيبس

والطيور حين أعلنت التكوين

واصغوا الى البرق والرعد : يوعزان للأرحام بالعمل

لم انتبه كثيرا  فقط تعاقب ضجيج الارواح يفترض عذرا للغائب

فتعددت  الدنيا واقتتل المغفلون وصدّق الموافقون على شريعة الفناء

وانا احدق بكومة من البكاء هي امي

وتاريخ متفسخ من التمسك والخوف والاستفهام هو ابي

وقلق غير مشروع هو وطني

وقوافل وجيوش وجنود هامشيين يصنعون الدنيا دون ان يدوّنوا ضجرهم على الاضرحة

دفعوا ثمن الاغاني ثمن الاجوبه الخاطئه والاسئله المحظوره

من دفع ثمن الانين والاعذار والانتظار بلا جدوى ...لااعرفه

ذلك الذي انا ,الذي تنوع وتعدد وتجوّل في الزمان  يلمع من الوهم  يرتجل التعاويذ واغاني السحر

يحيله الغائب الى العمى اذا تحدث وحين يبرق يقطع لسانه

وقبل ان يجيب يحل اجله

له من المسافات اقدام لاتحصى

له على البحث حجه وعلى التسليم دلاله

ومن الوسائل مايخرس ويعمى ويعيد الغائب ويكشف المخفى

احرق الاعشاب ...وحضّر الارواح وخلط عيّنة ًمن الفجر بظلام الحلم

واسس يقينه حسب الدورة السنوية

رضع دم بغل  وزرع سنّ فيل ومرر نماذج من الموت على انفه

جنّ قبل اوانه

وترك انباءه اوهاما واحتمالات وطقوسا واجيالا من النمل

والنبات والمقاتلين

يفتشون بين دم الموت ودم المخاض عن اجابه

 

شباط 1995

 

ترنيمة الساكت  

 

أقبلّك ....

طيرا تنازعه ملجآن

وأذيبُ تيجاني السرية َعلى خارطتك

فتسيلُ زهوري اليك

تنظفُ ذاكرتي من الحربْ

وتشيرُ الى جناحي

 

***

أنا المطلقُ في اللحظة

المموّهُ كملامح ِ آبائي

آتيك منتكسا ببحارٍ عمياء

تفتحُ أناشيدَها على شفاهِك

أقصّ ُعليكِ المنافي التي لم أزرْها

والمدنَ التي طاردتني

والبلدانَ التي تفحصتْ دمي فأعماها عويلي

أقصّ الرهانَ النائمَ في سلال ِ النفي والفجيعة ْ

أقص تاريخ العبيدِالذين ذُبِحوا في القافلة

فتفجروا  شعوبا وقبائلَ وأساطير

 

***

أقبّلك ...

وألوّن معجزتي بمراكبَ رائحة ٍ

ومراكبَ غاديةٍ

وتواريخ َمشطوبةٍ

ووثائقَ من سعالْ

 

لا طقس لي

سوى البلادِ التي خطّطهَا العصبُ على جبينِك

والحمامِ الذي ينعقُ في المسارح ِ الخالية

والغيوم ِالتي حملها البريد

والعائلة ِالمستعملة

والثقوبِ التي نفذَ منها البحارة ُالمخالفونَ الى الغرق .

 

***

ولذا ترينني : أخلع الوقت على سباتي

وأطفو ا كالبالون على شوارع ِ المدن المائعة

فخذي حصاني واحلبيه

ودعي الخاسرَ قبل أن يموت ....

والساكت قبل أن يساق الى المحرقة .

 

***

أقبلك ...

وأجفّ حتىأشتعل

كأنّ المدينة التي نزل عليها الرمد

تتلمسني كلما صمتّ

وتحرسني كلما بكيت

وتلفني بالتهّم كلما اختفيت .

وكأن البلاد صامت عن الانتظار

حين غيرت االموانيء أسماءنا

ونمت للفنانين أنيابٌ في المنفى .

 

***

أقبلك ...

لأشمّ الغيبَ يدخلُ غرفتي

وأراني بلا ماض

أقضمُ اصابعي

وأتلوى كطريقٍ سرّي

أنسج الكلام من الغبار

وأضع يدي على الطرق التي لا تؤدي

والمسافات المبتورةْ

والنساء : يجفّفن دم المحاربين في السلم

وينشرن الجثث على الجبال

ويغسلن الزهور من الغسق والدخان .

 

***

أقبلك ...

وأسيلُ طوفانا متعثرا اليك

فليس الكلام سواي

أتذكر نعاس الميتين ورائحةَ الأقفاص ,

ولست سوى البيوت المتصدعة التي

تتبعنا حيثما نسيل

أقبلك ... فأتعكز على ممرّ يوصلني اليك

وأغمض أوراقي لأنقش آثار الطاعون على كتابي

يقودني الناي الكفيف

أنوء بحقول الحنظل

وأخطّ بيانا شخصيا على الهواء بفمي

فيبدو حليبك ناقصا

وصرير خارطتك يبتلع الهذيان .

أقبلك ...

وأنسج لعينيك الخائفتين جراحي

فتذكّري

أن الفناء الذي نصل , غابة من الندم

وأن الخيول التي تركض الآن ظلالُنا الكسيحة

وأن الطفولة َالتي أبعثرُها على الفراش

كتابٌ ممسوح , وسلالة معلبة .

وأن الجسد مستشفى الكلمات

وأنك ندائي المؤجل

منذ اقتراح الله انشاءها بهذه الطريقة

-         نمسح النهار كلما دخل المعلم مخمورا بلا ثياب-

فاقيمي ممالك الوهم

وأعياد الآس

وتماثيل شاهقة لفحيحنا

لأني دعوت السلالات الميتة

والآثار التي لم تكتشف بعد

وخزائن الملوك والكهنة والمشعوذين

والثمار التي أكلت والغرقى والشهداء

لأعتذر عن الحرب

والشيوخة والندم

والكوميديا الالهية .

 

***

أقبلك ...

ولماذا كلما أراك أحلم

ولماذا أجنّد نسياني

فتندفع الوقائع مثخنة بالشقوق

دامية تتوزعها المنافي

تحملني الى الحلم

فارمي أعشابي من الفناء

على الغياب الذي يتكاثر في البيوت

وانتظار الخائبين في سوح البهجة

وأسراب البلدان التي ترتجف في المعاطف

أنادي قمرا مطحونا

وسفنا يحملها العمال على أكتافهم

وطرقا مقفلة الى أمهاتنا

وأسئلة عن جدوى الحرب .

 

***

ليست كافية ... العيون التي استعملها النوم طويلا

وغدي الذي أسرفت فيه

ويتاماي المنفيون الي التكاثر

وأولئك ...

أولئك الذين أاسسوا على الرمل أسوار مؤقتة

تقتلعها الكلمات

ليست كافية ...

المدن التي لا تجيب

والقارات التي حبلت

والمقابر الملونة

بكاؤنا السرّي

وشعوبنا التي تحاذر الفيضان مثل دموع جافة

الخلود كذلك

حيث يشوى الشعراء على الأسئلة

ليست كافية .. انهار الله وتوابيته

الحروب التي لم تشتعل بعد

حين تصمت المدن ... وتترك الكلابَ تلحّن أناشيدها .

 

***

..............

..............

..............

 

***

ولذا ترينني – حين أقبلك-

أغسل سباتي وأعرق دما

وأترك تفاحي يهطل على بلدانك الخائبة

فتنزف عيناي

على أسود تقدم الأزهار لأعدائها

وعصافيرَ كتبناها على الورق

فطارت أسرابا مسرعة الى المقابر

وتواريخ عاطلة خرجت تلاحق كراريسنا كالجراد

ولذا ترينني

أدفع قبائلي الى الريح

وأغمض تاريخي عليك ... لتأكلني الكلمات

شباط1995

****

خميس أبيض

 

يومَ الخميسْ ...

أهديكِ غيمةً دافئةْ

لتمُطري هناك على بلادي

وتلدي دليلي

 

***

يومَ الخميس ...

ملامحي خائبة ْ

وآثامي تشيرُ اليّ

كلما تركَ الكلامُ أثراً لرئتي

فأذيبُ  معصمي

لأدع َساعتي بديلا لك تنبضُ على فراشي

 

***

اليومْ .......... الخميس

من القرن ِالماضي

أو القرن اِلذي يأتي

أو أسبوع ٍمنفلتٍ عن الوقت .

أحرّضُ دموعي على التخثر

ألوّح ُللندم ِبمكانٍ غائبْ

وأغدقُ فشلي عليك

فاخلعي الخميسَ عن الغيابْ

واتركي الأمسَ يمرُّ بلا يوم ٍأو ذاكرةْ .

 

***

من الخميس.. الى  قرونٍ مضتْ

حيث وجوهُنا محطمة ٌ كأحجارِ الدمّ

وقبائلُنا الساخنة مثل نار بلا سبب .

وتفاصيلنا التي دوّنها الضيوفْ .

المقابرُ التي اعشَبَتْ

والأدمغة ُالتي أذابَها  البحرْ

فأرسلهَا مع الغيم ِالى السماءْ .

 

***

من الخميس الى قرونٍ تأتي

حيثنا مجاهيل , ورمادٌ , وذاكراتٌ خارج اهتمامِ البريد

أيامُنا نعاسْ , وسلالُمنا عاطلةٌ عن النمو

تقودنا الأشجار الى المقابر

حين نؤسس الطقس كما ينبغي

ونقرع على الطبول بأسناننا

حينها ينسى ذلك الخميس الأبيض من القرن

ويصوّبُ الرعاةُ بنادقَهم الى الوقتْ

فتجري المخابيءُ من جلودِنا

ويكبرُ الدليلُ الى  مامضى ... غير انه أعمى

23/اذار/1995

 

شتاء

 

 

في شتاءٍ مفترض

أروّضُ موتي المرابطَ عندَ البابْ

وأدخلُ حاشيتي الى الضبابْ

وأتركُ سيرتي المرتبكة َتلهو أمامَ موقدِ الكلماتْ

هنا… تهطلُ أمطارٌ مكتوبةْ

تتلوّى ظلالٌ لأرصفةٍ

وحواملُ يهدّدنَ المنجمينْ

أقمتُ إمطاري وجذوري

وأوقفتُ الهواءَ عن الجريانْ

لآخذ َقسطاً من الموتْ

أمرّ على الكتابةِ مشياً

فيسيلُ دماغي ليعشبَ أريافاً

وحقائبَ ليستْ أشجاراً

أعلمّهُا الحلمَ في الممات ْ

وأستدينُ عزلةً لشتاءٍ مفترض ْ.

 

***

 

في شتاءٍ مفترض ْ

أبتكرُ لصوصاً أراقبُهم

وحرّاساً يلاحقونَ نشيدي

أقفلُ النوافذَ بالليلْ

وأحملُها الى يقيني .

في شتاءٍ مفترض ْ

أنظّفُ الغرفة َمن الفصول

وأجلدُ سلطاناً بالياً

أطعمُُه االقشّ .. وأنظّفه من الوهم .

أنا الساكتُ الخاسرْ

ليس لي نساءٌ غيرُ شتاءٍ مفترضْ

وليس لي من المدنْ غيرُ أناشيدَ باليةْ

وسلطاتٍ أفرّطُ بها كلَ نهار

لا ذبلَ مثلَ دليلٍ عاطلْ

ومسافةٍ مشتعلةٍ بالهاربينْ

فخذني الى صلاتِكَ أيّها الشتاءْ

خذ لهيبي وصمتي والتي قذفتْها الكارثة .

خذ قوائمي ووهمي وحدائقي المرّة

خذ بصري لأحلمْ

وطفولتي لأستعيدَ قواي

وجنوني لألهو

واتركِ الفراغ َمثلجاً ودمي وبراءتي

لأدعوكَ الى حفلةِ الألم

ترى مالا يرى :

النعوتُ فوضى

والشعرُ ممالكُ مباحةْ

واللغة ُبلا أفضية ٍوعشاقٍ وعناوينَ ودلالاتْ

الشعوب ُالتي صنّفتها المحاذير

مقلوبة مصغرة على موائد من ذهب .

 

***

في شتاءٍ مفترض

أضيءُ البردَ بارتجافي

وأتذكر البدوَ : تقاتلوا عند مولدي

فورّثني الزمانُ دمَه .

بقعاً علىتنفسي

بقعاً على الكتبِ والقصص ِوالأسئلة .

بقعاً على جباهِ النساءِ وأبوابِ المدن ِونوافذِ التأملات

بقعاً على وصيّة ِالأبْ وخَرَفِ المعرفةْ .

بقعاً على الكلامِ وااليقين ِوالنومِ والطفولةِ والبياضْ

ولست ُبعدَ ذلك غيرَ صدى

صدىً وسنارةٍ تحرضُ الأسماكَ على الهربْ .

***

 في شتاءٍ مفترض

ألمّك ياشعاعي  المبعثرَ على الوجوه ْ

وأحقنُك بالندمْ

ياضميرا تأخر عن القافلة

1994

 

مطر الندم

الى شيركوبيكس

 

 

غاية في الهرم:

_ غبار الجبال التي حملتها الى النوم

عيون النساء ,

وهي ترى أخطاءنا معلقة على النوافذ

الشموع التي نقرأ في ضوئها أسماءنا

الأطفال الذين أحبونا وهزئوا من كوابيسنا

النساء حين خبّأن الأساطير في الحفر التي أغفلها الغزاة

الأفق

حين تفتت الى منافي

والمحاربون , بعدما سحبوا دماءهم من المعارك .

 

***

غاية في الهرم

غبار الجبال ذاك

وفزع الزهور من الحوافر

فليتك غيمة تمطر على بيت ذابل

وليتك محرقة   تمرّ على الخارطة

غير ان الخيول خذلتنا وتابت

والأباطيل هذّّبها الكتاب

فلسنا بعد ذلك آمنين

الأطيار/ والأطيان

التعويذة التي طبعت على أفواهنا

وتلك العروق التي بقيت تنبض ... الطرق بين المقابر

وذلك الدّم : نزيف الرمان على جثث الشهداء

وتلك الينابيع : دموع الله تمرّ على المدافن

فلسنا بعد ذلك آمنين

الفصول/انتظار الحصاد

التنفس/ سبات السيوف

وحياد المدن .

 

***

هل احتطبت قوافل البكاء تلك؟

هل اشتعلت القرى

وأغمضت الحقول حصادها ؟

هل جف " سيروان " ساعة الهول والخرس ؟

أمازال " كاميران "يلقن الطيور دروسا

أخرى في الحب

ذلك مطر الندم يسّاقط الى أعلى

وتلك مدائن الأكراد

رئات تركض

ورؤوس تتدحرج

وتواريخ تمطر دما

أمرّ بها كالببغاء متلعثما أتهجى فمي

غريبا كالطرق التي لا تؤدي

متلفتا كالحنين

فلا جدال معك على الحلم

ولا بطلان لك في الغيبوبة .

 

***

ليتك – اذن-

تتفقد حارس الآثار

كيف ينام في مقابر مستعملة,

وكيف نمت لحيته على أرض هشّة .

وليتك تفتّش مع الناجين من الحياة

عن دمعة في البحر

أو غصّة من نشيد

أو ذكرى بلاد تأبى أن تكون

لتعلّب الأطفال في وديان الحزن

وتترك الأكراد يحترقون

كي تستدل بهم القوافل التائهة

ويخلد منتصف الليل ... يخلد

" حيث يتطابق  العقربان تطابق الكردي مع الحزن "

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

·     شيركو:الشاعر الكردي

كاميران:الممثل العراقي كاميران رؤوف

 

نهار الاسئلة

 

النهار الذي يعرج الي

نسي الليلة الفائتة مفتوحة

وارتمى على البساط ينزف

يتلمّس كالأعمى خربة الظلام .

***

النهار الذي يعرج الي

محشواً بالصراخ والعطش

وذكرى حكمة تهاجر خارج السرب

حمل ضمادي الوحيد

وألقى عباءته الممزقه عليّ

وبكى, بكى كثيرا...

حتى تمزقت بطاقته الشخصية

ونفى أن يكون نائما في الليلة الفائتة .

***

النهار الذي يعرج الي

أحرج خزائني الفارغه

ومقترحات الرثاء التي افترضتها لأبي

والنوافذ التي زينتها بالموسيقى

وكأس الندم الذي نسيه اللصّ في المنزل

***

النهار الذي يعرج اليّ

أ شار الى عيني ... فنمت

أشار الى منامي ... حلمت

أشار الى حلمي ... فتطاير المكان

مرّ بي على بقايا المدينة

أطلال وغرقى

توابيت معتقة

وخيول عمياء يلتهما الحريق .

***

النهار الذي يعرج الي

أدخل القمر الى غرفتي

وافتضّ سكوني

أراني البحار تتحطم

حين خلد الربّان الى النوم

أقلع بنا القاع

ونسينا تنفسنا على المراكب

نفتّش عن أدلائنا

ونمسح الخسارة بالسكوت .

***

النهار الذي يعرج الي

ياأيها النهار الذي تعرج الي

ليس في دفاتري سواي أبيض

مكوم كالرماد العربي

وليس في غرفتي غير فجر سري

أخبئه عن غيوم كاذبة تضحك

وسماء ملبدة بما لا يقال

وليس في دفاتري غير بيوت وأسفار مخططه على الورق

وعاصفة لم تنفجر بعد

وصفات ألعب بها واحياها واهذي بتاثيرها

وليس لدي سوى كون واحد

أشعل حرائقي فيه

وأتدفأ على الوهم

وأوقد تاريخي المبتلّ بين اسئلته .

وليس لي سوى حياة واحدة

لذا قطعت تذكرة الاياب فقط ,

فكيف لي- ايها النهار الذي يعرج الي –

أن أخبئك عن دم فاسد

وأصورك في هيئة حطام .

النهار الذي يعرج الي

تذوّق قلبي

واخرج من الجليد مراكبي وتوابيتي الناشفة

واشعل بيوتي وبحاري وامكنتي

ضخ الدم الى وريدي

شدّني الي اليقظة من ثوبي

فاشتعلت

أبحث في الأماكن كالحريق عن الأسئلة .

 

 

البيت

  

بيتٌ لكِ

بيتٌ لتاريخ ٍ طويلٍ من دمي

بيتٌ بلا جدرانْ :

توقفُ مايسيلُ وما يفرُّ من الصدورِ الى الصدورْ

بيتٌ , كأنَّ شموعَنا تبكي

فيختنقُ المغنيّ بالدخانْ

بيتٌ بلا لسانْ

بيتٌ تشظّى ساكنوهُ إلى الأقاصي والموانئ والكلام ِ

الى المراثي والزمانْ

فبأيّ آيات ٍ يغربلُك الحنينْ

وبأي آياتٍ تقطّعُكَ المسافة ْ

ويجفُّ قلبُكَ عندَ بحرِ القحطِ

والمدنِ البطيئةِ

والخريفِ الحرِّ

من هذي المدنْ ؟

كيف َارتديت بيوتَها ورمالَها

وتركتَ خيلَكَ تهتدي لشعابِها

بل كيفَ نمتَ وفجرها ملغىً

وفوقَ نهارِها بقعٌ من الليلِ الطويلْ

تصحو كأنّ مناخَها الأرقُ

وتنامُ مُقلَقَةً كأنّ عيونَها تغلي

ولا ... بالليلِ لا تثقُ

وتشكُ بالموتى اذا صمتوا

وبالعشاقِ انْ ذبلوا

وبالشعراءِ  ان غنَّوا أو احترقوا

تصحو فيُسكرُها حنيني

تأسى ... يطارحُها هواي

تبكي ... يلمعُّها طوافي

تعلو فيحضنُها مداي

تظما وتهدأُ ثم تصخبُ حيثُ تعلمُ

انّ قافلتي الجنونُ

وأنّ وجهتي السديم

وأنّ في روحي ملاجىءَ للمعاني وللطيورِ

وللبحارِ وللفصول

ولكلّ ِآه ٍلمْ تُجِبْها الريحُ

للدنيا اذا انخذلتْ

\وللصلوات ِاذْ تمنع

ولي ... للحزن ِ : يختصرُ الطريقَ الى العراقْ .

 

اغلاق الصفحة