حسن عبود

الكائن ...عالم يؤرق المخيلة

تمتد تجربة الفنان العراقي حسن عبود إلى  السبعينيات , حيث الحركة الفنية في العراق على اشدها متفجرة بالتجريب , ومحاولة إيجاد مغايرا منفلتا  من علاقة العمل بقوانين كانت تمسك بالمخيلة , وكان هذا الخروج امتداد لمرحلة ما بعد الرواد (الأوائل ) . لذلك كان حسن عبود حضورا تشكيليا معبرا عن مرحلة (التجريب) , وعن جيل (السبعينيات), وعن جماعة ( أحد مؤسسي جماعة الأربعة ) , وعن حركة تشكيلية انتمائية لأرشفة الفن في العراق .

 وكان له تأثيره على طلبته ( أستاذ في معهد الفنون الجميلة ) في قدرته على العطاء بل وقدرته على العدوى . إن ما يميّز الفنان حسن عبود هو انتماءه ليس فقط إلى المهارة الإبداعية ,  بل إلى السلوك والقيم الإبداعية أيضا , فتنسجم العلاقة الوثيقة لديه بين الإنسان وعفويته والعمل الفني الذي هو تواصل لصدقه الإنساني .

البدء خارج اللوحة , في المخيلة حيث تربض أعنة لحوار اكثر جموحا من المساحة الممنوحة للعمل . إنه الكائن ...عالم يؤرق المخيلة , يتوغل في عفوية الأشكال , وفي وسامة المفردة (نقطة , خط منساب , دائرة) ,هكذا يوظف حواراته , وهي تحاول أن تكسر عزلتها أو حدة الأشكال وصلابتها , لتنفلت في فضاء اكثر بهجة و بتدرجات لونية متناغمة لتؤسس نورها من تركيب لوني تتابعي . إنها رحلة مقدسة يسايرها وهي تتحرك على القماش باعثة حياتها , منتصرا لها وبشفافية عالية وبلمسات متقنة تبرز الكائن وانعكاسه الروحي .

منذ أول معرض شخصي له في قاعة الرواق 1980, كان الحس الكربلائي متمثلا بموروث طقوسي و بفحائعية الواقعة ( العاشر من محرم ) وامتدادها التاريخي الدرامي , هي المفردة التي توسدت أعمال الفنان حسن عبود من ناحية التقنية ومعالجة الشكل , والمساحة , واللون (كتل لونية كبيرة وكثيفة) والتركيز على الكتلة كرمز بنائي يحيل إلى مساقط ضوئية , تنتشر بتدرج وبسحر عالي , معتمدا على انسيابية الخط وبلورة الشكل والمساحة الممنوحة لخلق المشهد وتفاعلاته الروحية , مستخدما الأخضر  أو الأحمر الفاقع ليشاغب به سكونية الرمادي أو الرصاصي المختزل أو مساحة الأسود المتدرج مبتعدا عن بهرجة اللون وزخم الأشكال , إنه اقتصاد ثري في تأسيس اللوحة لدى فنان يمتلك أدواته الفنية وبمهارة عالية .

شارك الفنان حسن عبود في العديد من المعارض المشتركة والجماعية  وأقام العديد من المعارض الفردية داخل وخارج العراق

منها بينالي النرويج للكرافيك 1985 ,وبينالي يوغسلافيا للكرافيك 1986 ,وبينالي روما للكرافيك 1990 ,وبينالي الشارقة1995 ,1999 , حصل على الجائزة الأولى للكرافيك عام 1986 في مهرجان الواسطي السادس- بغداد وشهادات تقديرية من نقابة وجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين ,شرك في العديد من المعارض في هولندا حيث يقيم منذ 1996 . 

 

علي رشيد

 
 

اغلاق الصفحة

 
hassan.jpg (29196 bytes)
hasaan1.jpg (89294 bytes)
hassan10.jpg (116483 bytes)
hassan7.jpg (100805 bytes)
hussan4.jpg (32693 bytes)
hassan8.jpg (116022 bytes)
hussan6.jpg (14583 bytes)